القائمة الرئيسية

الصفحات

 متاهة الموت المظلم .



سوف تموت بالنهاية .

ستكون هذه المتاهة مليئة بالخيارات ، ستطرح عليك الخيارات ، وانت من سوف يختار الطريق الذي سوف يسلكه بهذه المتاهة ، ستحسب نفسك انك صاحب القرار ، لكن في واقع الامر هي اجباريه ، لكنك لا تدري .


سوف تأتي على هذا العالم لا تملك شيء من الخبره والعلم ولا ادنى مقومات الحياة ، ستختار الاعتماد الكلي على غيرك ، نعم انه خيارك ، فخيار ان تعتمد على نفسك بهذا الوقت مستحيل ، كان قرارك حكيما ، ولم يكن الخيار الاخر متاحا في الاصل .


سوف تزداد معرفتك بالحياة يوم بعد يوم اكثر ، ستحاول اخد القرارات بنفسك ، سوف تكون على يقين انك صاحب القرار ، ستكون الخيارات في هذه المرحلة اكثر تنوعا ، اما ان تعمل في سن مبكر او ان تكمل دراستك او تجد طريقة اخرى اذكى تنهض بحياتك بشكل اسرع .


هل كنت تحسب نفسك صاحب القرار ايضا في هذا الامر ، لا لم يكن قرارك ، بل كان مرة اخرى اجباريا ، ستقول لي كيف تعرف ما هو اختياري اساسا، الامر بسيط ، لم يكن اختيارك للطريق الذي سوف تسلكه في هذه المرحلة في يدك ، بل مبنيا على وضعك المادي والاجتماعي والفرص المتاحة ، لا تقل لي انك من عائلة فقيرة وستدرس الطب في احدى الجامعات المرموقة .


المرحلة القادمة اصعب بكثير ، لانها تبدو لك سهلة ، ففي هذه المرحلة سوف تفقد شيء مقابل شيء اخر ، المال مقابل الوقت ، الوقت مقابل الصحة ، الصحة مقابل سعادة الاخرين .


ستعيش كما رأيتهم يعيشون سيكون لذيك عائلة ، ستنهض بهذه العائلة بكل ما تستطيع من قوة ، الخيارات ، الوقت والمال ، هل اخترت المال؟ ، هذا متوقع ستفقد الوقت مقابل المال من اجل الحياة .


بعد هذه المرحلة الطويلة تقل الخيارات ، وتزداد الامور التي سوف تفقدها ، كن حذر ، ستفقد الكثير من الامور المهمة ، وكلها ستكون من اختيارك ، لكن كما قلت لك ، بالواقع كلها مفروضه عليك لكن وهم الاختيار مسيطر على عقلك .


في هذه المرحلة ستكون الخيارات كالاتي ، ستفقد الصحة والعمر والقوة والمال ، ويبقى خيار المحافضة على حياتك قدر الامكان بإدنى مستويات العمر ، كان خيارك حكيم ، انت ما زلت تكافح ، انك فعلا تجيد الاختيار .


لا تقلق هذا اخر باب من هذه المتاهة المظلمة ، لا تفصلك عن النهاية إلا خطوة ، في هذه المرحلة ستفقد كل شيء مقابل لا شيء ولا يوجد خيارات .


لا تخف تقدم بعض الخطوات وافتح هذا الباب ، يا لك من شجاع ، لقد كان التقدم نحو هذا الباب خيارك ، بل هذا وهم انها النهاية ، سترحل من ههذ الحياة ، وتموت .


لم تكن تعيش وحدك في هذه المتاهة فكلنا فيها ، ففينا من عاشها ورحل ، ومنا ما زال يحاول اجتياز الخطوات الاولى ومنا من هو على اعتاب الباب الاخير.


لكن البعض يختلف عنا ، يعرفون الخيارات جيدا وايقنو انها امور اجبارية وليست اختياريا ، فأختارو ان يسلكو الطريق المحدد لهم ، لكن ايضا اختارو من يرافقوهم بهذه المتاهة لكي لا يكونو وحيدين .

issa
issa
مدون مختض في النقد البناء والاحداث المنوعة في المواقع العربية ووسائل التواصل الاجتماعي youtube facebook

تعليقات