القائمة الرئيسية

الصفحات

 مذكرات عاهرة .

في احدى الحانات ، كانت قد شربت الخمر حتى ارتوت ، بردائها القصير ، وزينتها الفاتنة ، كانت تحاول الخروج من الحانة ، تترنح يمينا ويسارا ، حتى استيقضت بجانب حاوية القمامة صباحا بعد ممارست الرديلة مع شخص لا تعرفه ولا تتذكره .



هكذا استيقضت هذه العاهرة ، عيناها ملطخة بالسواد ، رائحتها كريها جدا ، انهن العاهرات تتشابه بينهن القصص ، لا شيء يختلف من عاهرة لاخرى .

 مذكرات عاهرة وحياة قاسية

في احدى المرات عندما وجدوها ملقاة بجانب مكب للنفايات ميتة بجرعة زائدة من المخدرات ، وجدو معها كتيب صغير ، يبدو ان هذه العاهرة كانت تدون احدى ذكرياتها .


وهنا اروي ما كتبت ، كنت صغيرة في السن عندما هربت من المنزل الذي كنت اعيش فيه ، كنت اعيش مع زوج امي ، زوج امي الذي زاد تحرشه بي كلما كبرت ، حتى حاول ان يغتصبني فهربت من المنزل .


نمت لعدة ايام في الشارع وحاولت ان اجد فرصة للعمل من اجل ان اعيش ، لكن ليس لدي شيء لاقدمه لاصحاب العمل ، وكانوا بنضرون الى جسدي بشغف ، فقد كنت جميلة جدا ، والكل يطمع بهذا الجسد .


قتلني الجوع  والبرد القارص حتى طلبت من صاحب محل لبيع الطعام ان يعطيني كسرت خبز ، وكان كبيرا بالسن ، فحزن علي واعطاني من الطعام ما اريد ، وطلب ان يسمع حكايتي .


قلت له ما جرى لي ، يبدو انه اصابته الشفقه علي ، قال لي ان اتي معه في البيت حيث هو وزوجته تعيش ، وانه سوف يأويني ، تشجعت لهذه الفكرة ، فقد تآكل جسمي من برد الليل وجوعه .


انتضرته حتى انهى عمله وذهبت معه الى البيت ، لكن لم يكن احد هناك موجود ، قال لي لا تخافي ، وطلب مني ان اذهب للاستحمام ، وان زوجته موجودة ولكنها نائما ، طمأنني كثيرا ، ذهبت لاستحم ، وبعد خروجي ، وجدته قد اعد الطعام ، فرحت كثيرا ، لكن سألته مرة اخرى اين زوجتك ، فاجابني لا تقلقي سوف تأتي .

مذكرات عاهرة

لم اهتم كثيرا ، كنت جائعا اكلت حتى اصبت بالتخمه ، وشعرت بالراحة بعدما اشترى لي الملابس اثناء عودتنا ، لقد تخلصت من رآئحتي وشبعت واشعر بالدفئ ، قال لي تعالي الى مكان نومك ، لا اصدق مدى الفرحة ، هذا العالم مليء بالطيبين .


اخدني الى غرفة جميلة لانام بها ، دخلت ، ودخل معي واغلق الباب ، ماذا يحصل ، بدأ بالتحرش بي ، دفعته وقاومت ، كان اقوى مني ،ضربني حتى سال الدم من شفتي ، وقال لي كلمته التي لا انساها ، اتحسبيني اتصدق عليكي ، ام تحسبين نفسكي شريفه ، اغتصبني تلك الليلا واخذ مني كل ما يريد ، كل الذي تحملت من اجله الجوع والبرد وهروبي من بيت زوج امي اخده هذا اللعين في دقائق  .


جلست في زاوية الغرفة ابكي بحرقة ، نهضت لاخرج من بيته ، فتحت الباب ، نضرت الى الخارج ، البرد القارص والجوع والمذلة ،لماذا اعود لذلك ،كنت قد تحملت كل ذلك لاحافظ على شرفي ، وقد نزعه هذا الكلب ، ما الفائدة للعودة مجددا .


نضرت اليه بحزن ومذلة ، مسحت دموعي وطلبت منه ان ابقى في المنزل ، وافق بشرط ، ان اكون عبدته ولعبته التي يمارس معها الجنس كل ليلا حينما يشتهيها ، وافقت ، فلا مكان اذهب اليه ولا مكان يأويني ، اني متشردة ضائعة مسلوبت الشرف والكرامة ، وسينضر اليها المجتمع كلقيطة اتت من رحم الحرام .


كان كلما ذهب للعمل اخرج اينما اريد ، هو مطمأن ، فهو يعرف قصتي ويعرف ان ليس هناك مكان يأويني وانه مهما ابتعدت سوف اعود ، لكن في احدى المرات ، كنت في احدى الحدائق انزه عن نفسي ، فوجدت شاب ينضر الي بنضرات غريبه ، ابتسمت له ، اقترب مني وهمس لي ، وقال ما رأيك .


استغربت ، رأي بماذا ، وماذا يريد ، فكرر هذه الكلمه ، فقلت له ماذا تريد بعصبية ، فقال لي كم تأخدين على الليلا ، بدأ عقلي بداخلي يحاورني هل انا عاهرة ، هل يبدو العهر علي ، كيف تجرأ على ذلك ،لكن هذا ما يفعله من يأويني ولكن بالمجان ، لما لا اقبل واخذ المال .


قلت له ، ليس كثيرا الذيك مكان ، فقال لي نعم واخذني ومارست معه الفحش والرذيلة بإرادتي وبعدما انتهى ، اعطاني مبلغا من المال ، لم يكن كبيرا لكنه كافيا للعيش يومان لوحدي ، استمريت على هذا الحال حتى تعرفت على شخص يعمل في هذا المجال .


فتركت ذلك الرجل الساقط الذي سلبني شرفي بالمجان ، والان اصبحت اتاجر به بالمال ، واصبحت اعمل في احدى النوادي الليلية ، اقوم بإغراء الزبون ، اصب له الخمر ، وامارس معه الجنس اخر الليل واخد مالي كل صباح ، اصبح لذي منزل اعيش فيه ، ولا شيء اشتهيه الا اشتريته فالمال كثير وانا جميله ومرغوبه لدى الجميع بشدة .


لكني لست انا ، انا الفتاة الصغيرة التي هربت خوفا على شرفها ، انا الفتاة التي اكل البرد من جلدها وقتلها الجوع خوفا على شرفها ، لماذا هربت ، هربت من الفحش لاصبح عاهرة ؟ ، لماذا كل ذلك حصل معي ، كان الحزن والتأنيب يتناوب علي بشدة ، كنت انفجر من الحزن والبكاء في داخلي كلما انهيت علاقة مع احدى الزبائن ، اي قرف هذا .


بدأ عقلي يتعبني وبدأت اتعاطى المخدرات والمسكنات القوية لكي انسى واهدئ من نفسي واتخلص من احساسي بتأنيب الضمير الذي اعيشه .


هذا ما وجد مكتوب في مذكرات تلك الهاعرة التي كانت ميتة وملقاة بجانب احدى حاويات النفايات بسبب جرعه زائدة من المخدرات.


لكن لماذا الوم تلك العاهرة ، انها ليست بعاهرة ، انما المجتمع الذي نعيش فيه عاهر ، الاشخاص من حولنا الذين يلهثون كالكلاب وراء الجنس هم العاهرون وليست هي ، المجتمع الذي نعيش فيه والذي يملأه اللاهثون وراء اجساد النساء هم العاهرون ، انتي لستي عاهرة انما هم لكن الحياة تسير بالعكس .

issa
issa
مدون مختض في النقد البناء والاحداث المنوعة في المواقع العربية ووسائل التواصل الاجتماعي youtube facebook

تعليقات